أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

الحوار الذي أجرته جريدة اللواء اللبنانية مع الأديبة اخلاص فرنسيس حول رواية "رغبات مهشمة" أجرى الحوار سلوى الشاب

اخلاص فرنسيس

الحوار الذي أجرته جريدة اللواء اللبنانية مع الأديبة اللبنانية اخلاص فرنسيس حول رواية "رغبات مهشمة" شكرا للجريدة والقيمين عليها وشكرا للمحاورة الاستاذة سلوى الشاب
الروائية إخلاص فرنسيس لبنانية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية منذ عشرين عاماً بعد أن أجبرتها الحرب على الهجرة. في روايتها الأولى (رغبات مهشّمة) الصادرة عن دار غوايات الكثير من الحنين إلى الوطن وإلى اخلاص فرنسيس الحاضنة ولو بصورة غير مباشرة عن طريق قراءة ما وراء سطور الرواية التي نالت استحسان النقاد والقرّاء... وقد تكون للغربة بعض الحسنات من خلال الدفع بإتجاه الإبداع...
في هذا اللقاء إلقاء ضوء على الروائية وروايتها:
{ إخلاص فرنسيس كاتبة لبنانية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية منذ أكثر من عشرين عاماً، ما السبب وراء هجرتك، وما الدافع إلى الكتابة في عمر متأخّر نسبيّاً؟
- للهجرة أوجه عدّة، منها ما هو قسريّ، ومنها ما نختاره نحن، ويكون أيضا قسرياً برغم الاختيار. عندما يلفظك ويضيق بك الوطن ولا يستطيع أن يكون الحضن الدافئ لك ولأسرتك، وتغتال الحرب أصغر أحلامك وقوتك ومعيشة أولادك، تضيق بك الحياة عندها، تشدّ الرحال إلى الهجرة بحثًا عن الأمان وعن المستقبل الأفضل.
أما الدافع للكتابة في سن متأخّرة أو مبكرة فأعتقد أنّ الدافع هو واحد ألا وهو التعبير عن الذات وفي إيصال رسالة ما.
اكتشفت أنّ لديّ موهبة الكتابة مؤخّراً نوعا ما، يعود وكما يقولون إن الوجع هو الإلهام لكل كاتب، اعتقد أني من هذه الفئة التي فتك بها الوجع، والحنين في بلاد الغربة ولم أجد أي كتف استند إليه إلا القلم والورقة كي أسكب عليها وجعي، وأفرج ما يعتمر به صدري، وكان في هذه السن المتأخرة.
{ كيف تقدّمين نفسك إلى القارئ اللبنانيّ والقارئ العربيّ؟
- أنا امتداد لذلك الرحيل والهجرة التي عصفت في لبنان منذ سنين طويلة منذ جبران خليل جبران ومخائيل نعيمة، إخلاص فرنسيس التي فتحت عينيها على أزيز الرصاص، وعاشت مراهقتها على أصوات المدافع، وكان للحرب النصيب الأكبر في سني عمرها. لقد اغتصبت الحرب مني أجمل أحلامي، وحرمتني أن أحيا كأيّ فتاة أخرى في مثل عمري، وحرمتني من أبسط حقوقي في التعليم. لقد فغرت أشداقها والتهمت أمانيّ. هجرّتني الحرب داخل وطني حين كان لبنان مشرذماً تحت نير الحرب الطائفية والحزبية، لقد جزأت قلبي منذ طفولتي، وسلختني عن أهلي وناسي، وقطعت أوصال العيش الكريم تحت مظلة الوطن.
لقد قذفتني الحرب إلى دهاليز الغربة التي لم أكن لأفكر فيها، الغربة التي مهما عشت فيها لا تستطيع أن تتأقلم، لا تستطيع أن تقاوم دمعة تنزل، وأنت تسمع فيروز، وتعود بك إلى الضيعة، وإلى طريق الدبشة، وإلى العين وزقزقة العصافير في خروبة الملول. الغربة التي فيها تشعر بالانسلاخ القسري عن أحلامك، ولا يبقى لديك سوى الذكريات تعود إليها في كل لحظة من لحظات حياتك، وكلما سمعت وديع الصافي يغني دار يا دار، تنزف ألمًا، ويتملكك الغضب على هذا الوطن الذي لم يستطع أن يؤمن أدنى المطالب لمواطنيه ألا وهو الأمان.
إخلاص فرنسيس، لبنانية ولدت في عائلة بسيطة في قرية علما الشعب في جنوب لبنان، من صغري كان يشدّني الحرف والكلمة الجميلة، والفنّ بشكل عامّ.
باختصار، إخلاص فرنسيس سليلة الحرب انتصرت عليها بالحبّ، حبّ الحياة والجمال صومعتي، وقلبي نابض بالحبّ والحياة، أنا فكرة، وكلمة لم تكتمل بعد.
{ عالم الرواية يتمحور حول الحبّ والعشق والغرام، ما هو الدافع والهاجس والرسالة من خلال كل هذا؟
- الحب هو محور الحياة والإنسان، ومهما كتبنا عنه موضوع الحب والعشق يبقى هناك نقص، لأننا بكل بساطة نحن بالحب نحيا ونوجد ونتحرك. نحن في زمن طغت المادة على مجتمعاتنا واختفى الحب النقي والطاهر، الحب الذي يخاطب روح الإنسان ويحييه، بالحب نستطيع أن نعالج مشكلات كبيرة في حياتنا، وعندما يفقد الإنسان الحب يتجرّد من إنسانيته. الرواية كما تعرف قصّة واقعيّة، قصّة عشق نشأت في ظروف معينة، هناك أكثر من دافع جعلني أكتب عن قصّة الحبّ هذه، فيها تناولت جوانب كثيرة متشعّبة من شخصيّتي المرأة والرجل، وما يعانيانه في المجتمع الشّرقيّ، هذا المجتمع الذي يجد فيه البطل نفسه مقيّدًا بالظروف الاجتماعية التي تحول بينه وبين تحقيق أحلامه الإنسانيّة البسيطة مع من يحبّ في ظلال الحبّ.
{ إخلاص شاعرة، وروائية، أين هي إخلاص بالتحديد؟
- أبتسم حين أسمع هذه الألقاب، لأنّي بعيدة كلّ البُعد عنها. أنا مجرد إنسان أكتب ما أشعر به، وأحاول أن أنقله للقارئ، ما بين الشعر والخاطرة والرواية والقصة القصيرة، أحبّ الشعر ولي ديوان اسمه «حين يزهر الورد» وهو ديوان غزل مع الشاعر معروف عازار، ولي أيضًا مجموعة من القصائد، والخواطر، أمّا عن رواية «رغبات مهشّمة» فهي روايتي الأولى، إضافة إلى أنّني أكتب القصة القصيرة.
لكلّ واحدة مما ذكرت مذاقها الخاصّ، الشعر هو النشوة والمشاعر المكثفة التي تنقلنا نقلة فورية في موجز الكلام أي ما قلّ ودلّ، أما القصة القصيرة ففيها من الرمزية والإيجاز ما يداعب الخيال، ويجعل كلّ قارئ يعيش الحالة، ويكتب تفاصيلها الدقيقة كما يراها، أما الرواية فهي مثل سلة من الفاكهة أو بستان، أستمتع في سرد التفاصيل، أعيشها باقات منوعة مشكلة من الأحاسيس والمشاعر والصور، وتسلسل الأحداث وغنى المعنى. الرواية هي البيت الذي أسكنه، والوطن الذي أستوطنه، هي البراح الذي ألهو فيه، أجري، أنام، أجلس، آكل، وأشرب. هي المدى الواسع الذي يعطيني المساحة الأكبر والأوسع، كي أكتب وأعبّر عن حالة معينة باستفاضة أكبر.
{ ما هو جديدك بعد «رغبات مهشّمة»؟
- هناك مجموعة قصص قصيرة قيد التحضير، إضافة إلى كتاب يحوي عشرين شخصيّة من الكتّاب المقدّس.
حاورتها: سلوى الشاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة