في صبيحة كل يوم اصحو من النوم ولم اجدني! دائماً ما يحدث هذا معي، فابدأ بالبحث عن نفسي في غرف البيت غرفةً غرفة، علّني أجدني فيها .. قد اكون نائماً هنا او هناك، ابحث في صالة المعيشة وسطح المنزل ووصل بي الأمر ان أبحث عني في المطبخ والثلاجة وأسأل زوجتي : حبيبتي .. هل رأيتني؟ فأنا مختفٍ منذ فترة .. لم افهم من جوابها شيء سوى أنها كانت مستمرة بأعداد وجبة الفطور لي وللأولاد وتردد مع نفسها المعوذتين، فاتركها وأنا في حيرة من أمري وأمره.
ومع هذا لم أتعاجز عن البحث وصار هذا شغلي الشاغل، فلم اترك مكاناً إلّا بحثت فيه، في مخزن البيت وتحت سجادة الصلاة التي بقيت في مكانها منذ فترة، فتشت حتى في أدراج المكتب الذي أكتب عليه مدونتي اليومية وبين أوراق الكتب التي أعيد ترتيبها في كل ساعة، لم احصل سوى الخذلان، كيف يحدث هذا معي؟ اين اختفي؟
اتسائل مع نفسي .. ترى أين أنا الآن ؟ ربما تكون الإجابة إني تسلقت جدار البيت بعد ان رأيت الباب مقفلاً، أو غُرست بين شجيرات حديقتي التي اصابها الذبول، او ركبت دراجة هوائية او سيارة او قد تكون طائرة سافرت بها الى حيث أنا، وربما ايضاً قد اكون تهت في طيات شعر أمي حين تنسله وأنا في حضنها أو شعر جارتي التي دائماً ما كنت أرقبها وهي تسرح شعرها في صبيحة كل يوم جمعة.
يا إلهي ما هذه الحيرة.. أين ذهبت أنا؟ أين اختفيت؟
اصبحت على يقين ان الكل لا يصدق ما أقوله لهم .
اليوم وأنا أبحث عن نفسي كالمعتاد شعرت إن اختفائي ليس فقط مقلقاً بل مريباً، فقد كنت أبحث في خزانة ملابسي، وهذه المرة الأولى التي بحثت فيها هناك، وجدت ان جميع ثيابي قد اختفت، وبالصدفة نظرت الى نفسي في مرآة خزانة الملابس، فرأيت حتى ملابسي التي كنت ارتديها في آخر مرة قد اختفت وأصبحت عارياً كما خلقني الله!
انتهت
محمد جبر حسن
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق