الليلة قالت له ولدت نجمة ومفهوم قمري جديد وميزان شمسي، وانقلبت كلّ
موازين البشر وعلم الفيزياء والكيمياء، هل لاحظت عبور القمر؟ وهل لفتت أبصارك حكايات وفلسفة المجرّات؟ وهل تناهى إلى مسمعك صوت أنين من بحثوا في علوم العشق وفنونه، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل تعريفه. وضعوا له قوانين، وحاصروه في أنظمة وطقوس وحروف وكلمات وأبيات شعرية، هل تسمع حفيف الهمس وشغف اللمس، وهل ترى ألوان قوس قزح الذي يزين كبد السماء، ويشطرها نصفين؟ نعم حبيبي هو الروح المهاجر في وطن غريب باحث في صحراء الكون ومعالم الجبال وكهوف النساك في قمم الهضاب السمراء يعتلون القمم - يا صديقي- ليقتربوا من حضرته، ليعرفوا سرّ ما وراء المرئيات، وليغرفوا من علوم الجغرافيا والفلك والجاذبية والتصوف، تطهروا، ومارسوا الطقوس، تجرّدوا من الملذّات، وخبت أرواحهم في سبات الموت، يبحثون في قرارة نفوسهم عن اتّحاد مع المولى، علّهم يجدون العشق، هل تسمعني أخاطبك؟
وصمتت أمام الشاشة الصغيرة مأخوذة بابتسامة وعين تحدّق كأنّها ترى ما لا يُرى، أعيدي بعض من الكلمات، تاهت منّي العبارة على هامش المفردات، الحياة مفهومها حدها ببداية ونهاية الحبّ حجموه ببعض الأماني وبمقطوعات من القصائد وكلمات الشعر، العشق كبلوه بسلسلة بشرية من القيم والأخلاق الواهية، حتى المفردة قالوا بها عيب، الموت مجهول، خافوا منه كما عادة البشر، المرأة وضعوها في غلاف التبرج وقشرة الجسد، وراحوا يتزايدون على من يدفع أكثر في جمالها، ليمتلكها جسد وقطعة فنية تزين باحة الدار، قطعوا أناملها كي لا تكتب، ووضعوا خمارًا على وجهها، حجبوا الرؤيا عنها لئلّا تبصر، تهوى، تعشق، فتحيا، الرجل قال في ذاته أنا السلطة والسلطان، أنا القوة والمجد، أنا النمر والصياد، أنا الجبروت، خرق قانون الحرية العلوية، وانصاع لغرائزه الذكورية، واستباح كلّ ما طالت يمينه يسكر بخمرة انتصاراته بعد كلّ انتهاك لرحم امرأة دفع فيها النقود، ليثبت أنّه ذكر، وابتسم مدّعيًا هو العشق، هو الحبّ ،هو الهوى، ورمى تحت سُرَّة البطن كلّ المفاهيم.....
أما زلت تحدق، وتبتسم؟
أناملك طويلة ولون الأحمر اعذريني شدّ انتباهي، وأنت تكتبين برمش العين تاريخ سحيق لإنسان مسحوق، وتفتحين فوهة بركان، وأنت بلا شكّ تدركين ما تمتلكه المرأة أمام رجل زهد بكلّ أنواع النساء. فيما مضى عرف منهنّ الكثير، ولم تُرو عطشه واحدة منهنّ، ولم تُشبع جوعه المزمن، لا أنثى فكر قلب نابض وروح وكيان الآن عرفت ضالتي تلك التي سكبت لحظات عمري، أبحث عنها، ليس كلّ النساء إناثًا، كما ليس كلّ الذكور رجالًا، فأنا رجل، لديّ فلسفتي ....
فلسفتك؟ هل أعرفك قبل الآن؟ منذ متى قل بالله عليك، وأخبرني من أنت؟
حياة ... لا حدود لك اسمك حياة، هكذا أراك
الحبّ لأول وهلة أراه في هيئة شعاع
العشق لنا حديث مطول به .....
ابتسمت، و أشاحت النظر، لقد اخترقها سهم، ونزفت، لا تدري كيف ولا من أين، وسافرت في عالمها الصغير، أنامل تتسابق مع عقارب الزمن، وضربات قلب دبت فيه الحياة بعد موت سحيق، وحديث مطول وللحديث بقية، وتمتمة شفاه...
شكّ تدركين ما تمتلكه المرأة أمام رجل زهد بكلّ أنواع النساء. فيما مضى عرف منهنّ الكثير، ولم تُرو عطشه واحدة منهنّ، ولم تُشبع جوعه المزمن، لا أنثى فكر قلب نابض وروح وكيان الآن عرفت ضالتي تلك التي سكبت لحظات عمري، أبحث عنها، ليس كلّ النساء إناثًا، كما ليس كلّ الذكور رجالًا، فأنا رجل، لديّ فلسفتي ....
فلسفتك؟ هل أعرفك قبل الآن؟ منذ متى قل بالله عليك، أخبرني من أنت؟
حياة ... لا حدود لك اسمك حياة، هكذا أراك
الحبّ لأول وهلة أراه في هيئة شعاع
العشق لنا حديث مطول به .....
ابتسمت، وأشاحت النظر، لقد اخترقها سهم، ونزفت، لا تدري كيف ولا من أين، وسافرت في عالمها الصغير، أنامل تتسابق مع عقارب الزمن، وضربات قلب دبت فيه الحياة بعد موت سحيق، وحديث مطول وللحديث بقية، وتمتمة شفاه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق