أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

السبت، 5 ديسمبر 2020

ماذا عن الفن؟. نضال سواس*

  
إبتهال واستدرار للحظة  تبقى ولا تفنى
توق جارف إلى  الفكاك من أسر النسبي واقتراب    من المطلق 
أتراه حلم البلوغ إلى ذرى الخلود ? 
لملمة لشذرات من فضاءات الذاكرة  وصوغها شعاعا يمتد الى الأبعد ? 
متاهة في أبعاد الزمان والمكان , وتماه مع الكون ٠ 
أيكون الفن هو الوجه الآخر للواقعي الجزئي ? أم تحليق للكل المطلق? 
طريق سفر من النسبي الى المطلق? 
من المحدود إلى اللامحدود? 
أثمة محظورات ? أم عقد صلح ما بينهما? 
أليس الفن استرداد للذات عبر بسط لخطوط وألوان ومصالحة ما بين  روح 
الفنان وواقعه? 
من خلال ما يجسده   عبر  خلاصة روحه وفكره ألا يحقق التوازن الإيجابي 
في زمن غاص بسلبية القهر? 
تركيبات مضيئة هو , قطعة من كريستال متعددة  الزوايا  تبهر  من كل جوانبها 
امتلاء بالإيقاع الداخلي للمبدع مشبع بأقصى حالاته 
الروح كامنة بالعمل تنبض فيه حياة, ماثلة في أدواته التعبيرية  بما فيها من 
تضافر كافة العوامل من تقنية وسلاسة مشكلة عناصر تأليف العمل 
امتداد من لحظة زمنية آنية إلى ماض بكل مافيه من تراث وأساطير  وتاريخ 
إلى مستقبل هو رحلة الحلم وتوق التحليق بأجنحة خيال تعانق مستحيلا 
تحضنه لوحة ٠ 
أمل بسرمدية الخلود , تخليد رائعة عشقها فنان     تأبى روحه للعمل أن يغادر 
حضورا شهيا مغريا يقتات  منا اللهفة وينهل من دهشتنا خمر عشق الإبداع٠ 
اختزان آلآف السنين  , وذبذبات فيها لهاث الحاضر يسكب من الوجدان عصارة 
فنه ليفجر اللحظة ,  لحظة ابداعية ٠ 
لحظة توجه نحو نقطة استقرار لإظهار حقل العمل     ٠ 
دفق للوعي الانساني والفني وصولا إلى شكل مرضي لكلا الطرفين 
الفاعل والمتلقي مآخاة الصدق مع الذات وحوار لتجسيد إبداعية اللحظة 
مع القدرة على الإمتداد أمام الآخر وخلق ترابط حيوي بين الطرفين ٠ 
ما بعد التربص ,  ما بعد السكون 
لعب بدء الحركة , بدء الفوضى   ,  بدء الجنون  ومن ثم    تفجير إبداعي ٠    
إحترام للذائقة البصرية , ومحاكاة للفكر والروح عند المتلقي ٠
     
ما بين الجزئي والكلي ينضوي     نور  الإنسان بشكله المطلق متآخيا مع  نور الكون الأبدي   بشفافية وسمو
انبثاق يشع من الداخل  سابرا     عمق الروح    مضيئا بوجوده ظلمات ابت الحياة إلا أن تلقي بثقلها على مساحات وجودنا 
هو ارتباط رمزي  خالص  بمعنى الوجود  ماذا عن السباحة بالنور ضمن 
شعاع ينشره الفنان   انطلاقا   من ضوءه   الكامن  في أعماقه  ?
ممتدا الى الفضاء الاكبر    الى الكون ذاته  مشبعا بقدسية الخالق  
والوجود تقوده روح الفنان الى  عوالم الماورائيات     بحالة  من التسامي والصفاء  مستشفا    معها كل الجمال والشفافية 
حالة من  الابداعات اللونية والنفسية    والنورانية  اليس في هذا تماه  للنور  الخلاق للفنان  المبدع    مع ذاك الإشعاع المنسوب 
لعالم الروح وكل ما يمت   للفضاء   الكوني ? 
الا    يكون ذوبان  الجزء    في الكل  في سيمفونية   توشي عالم السكون   بترنيمات تختلج  لها كوامن النفس 
عالم الفنان المصغر هذا  بأنواره ما هو إلا صورة مصغرة   عن الإشراق الإلهي 
انسكاب اللون  بإضاءات  على سطح اللوحة يجعلها تشع القا و سطوعا    وتتلمس أبعادا نورانية  و استشفافات  غير مرئية 
تحملنا بعيدا   في رحلة البحث واكتشاف المجهول 
إلا أن هذا الغمر المشع يجب ان لا يكون على حساب القيم الجمالية والفكرية 
أن تلفنا مساحة النور , هذا لا يكفي ليس الابهار فقط هو المبتغى   
قد يميل الفنان الى الغوص في مساحات نورانية   منساقا  وراء جماليات  قد تلهيه عن مساحات مختبئة   بسحر لون 
وتدرجاته  والقه  فترميه بعيدا    عن تشكيل مطلوب 
الانسياق الى جماليات على حساب قيم اخرى    في وقت ينبغي فيه تطويع   هذه الجمالية والشفافية   بمزاوجة مدروسة 
لخلق عمل إبداعي له مسوغاته بالمطالبة  بحكمة  التآخي  ما  بين الاستشفاف   اللامرئي ووحدة   العمل لتقديم  الأفضل 
قد يفقد العمل الفني  ماهيته  في خضم  هذا الاستغراق   مما يبعدنا عن روح الموضوع  ٠ 
*من كتاب (ماذا عن الفن..) للأستاذة الشاعرة و الفنانة التشكيلية  السورية: نضال سواس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة