هورمزيار الحالمْ لوَحده يَعرفُ أنَ كُل الأمنيات تَذْهَبُ سُدى حالَما يَستيقظ من حُلمه و مِنْ غفوة ذلك العِشْق الذي أودَعَته بفَيضٍ مِنْ الحزنْ الشَفيف و أصابته بالغياب ليُرافقَ شاعِرُنا الُمسَرنَمْ في رحلته. عند هورمزيار تحديداً في قصائدة نتلمس ذلك الإفصاحْ عنْ محورية للأنا مُتمركزة في صُلبِ مَجموعَة ثيماتٍ و ربما وَقْعَ ذلك العشق أصبح واحداً ليُسهل أستَدراجنا اليه و الى عالَمه الرومانسي و إذا بِنا في رحلتنا نَتلمسُ في خْطوطِها العامة ذلكَ التزاوج بَينَ الرومانسية الحزينة المفرطة والواقعية المتشددة مَمزوجة بالنوستالجية ، نَجد (أنا) الشاعر في تِجواله يَجوب بَينَ مَواقعَ ذاتية و أُخرى اجتماعية ، صُورَ مَوضوعاته مألوفَة مُتَعَددة الأصوات والأوجه إلا أنها تدور كلها في محور وجودي ، وجود ذلك العشق اللانهائي لتُضيء به أفق الشاعر ليتلمس طريقه بالرغم مِنْ وجود المسافة أو حتى الإقتراب مِنْ الحَبيبَة قد يُخَلصه مِنْ ميلانخوليا سَوداويته الحَميمَة رُبَما حينها قد يمنحه الأمان ليكف عن الكتابة بتلك السوداوية و لكنه رغم هذه يبقى صامداً ليكتب لنا أشد الأبيات حزناً ، الحزن أصبح توأم ظله المحبب.
أن اللُغة الشعرية عْند هورمزيار لمْ تَتَخلصْ كلياً مِنْ نَغَمة الحُزنْ و الغُربة والوَحدة ، قدْ صَيرته الأقدار حارساً، حارساً متعباً يغني لوحده و لنفسه إلا أن الاغنية أصْبَحتْ أكثر رَسواً على الواقع و الأقرَبُ الى العَلنْ مِنْها الى الشكوى و البَوحْ ، إلا أنَ صَوتْ الشاعر الأنا يَبدو سائِداً في كل قَصائده هوَ نفسْ الصوت و بنفس ذلك النفس الطويل نَحنْ تَعوَدنا عليه وهو متلذذاُ لألمه لا يريد أن يمتنع و يَتخَلص منه و لكنه جاوَره بأصواتٍ أُخرى و لكن رغم هذا يَظهرَ لنا صَوته صافياً و في حزنه متَوَحِداً ، فالغُربة عنده ليسَت إلا إحساساً بالوحدة حتى و لو كانت ثمة خَلق فيما حَوله فَهوَ بتوَحده يَبتعد عَنْ الجَماعة مُحاطاً بالواقِع و بِصَفاء اللُغة في مَراحِلَ غُربَته المُضْطرِبة. موضوعة الخطيئة ، خطيئة الوقوع في العشق مايزال الموضوع الأكثر إثارةً يثير هَواجسَ الكثيرين من الشعراء و خصوصاُ عند شاعرنا المُغرَمْ الى حَد الثَمالة وهيَ عندهُ تَبدأ مُنذ خطيئة أدم الأولى منذ إكتشافه لنفسه مغرم وعاشق في خلو وَوحشة ذلك الفراغْ الوجودي القلق نَجد هورمزيار في كل أشعاره يُشير اليه يُفسره و يَعلن عَنهُ كأنه بِدونها فاقداً لوجوده (أنا عاشق إذاً أنا موجود) هو يريد أن يقوله لنا بطريقته ، وهو في تصوره للحبيبة الغائبة هي الكائنة الوحيدة التي علمته القُبل و الضِحكْ و السَكنْ والطَهي و الطيران و حتى اللغة أقصد لغتة الشعرية فهو مُدينٌ لها فَهوَ في إحدى لقاآته أكد على جانب اللغة جازماً بأن من لم يذق طعم العشق لن يَصبحْ شاعراً فالشاعر إفتراضاً هو عاشق بالفطرة أو هو بِمَحْضِ صُدفة عَشِقَ نُصفه الأخرْ يَوماً و إلا كَيفَ له أنْ يكتبَ شِعراً وهوَ ليس بِعاشق؟ الشعرْ لا ينتج بولادة مبهمة والأحلامْ في النهاية هي محَطاتٌ نَحتَمي بِها و ليسَ بالضَرورة تَمْنَحنا شِعراً !؟ سؤال وجيه وهوَ نَفسَ السؤال الذي سأله أغلبْ الشعراء عَنْ الوجود والعشق والخلود ..
إذناً لماذا يعشق الإنسان في ظل عشق يَملئه بفَيضٍ مِنْ الحُزنِ و الهَزائمَ والإنكسارات. هورمزيار هوَ ذلك العاشق كغيره ، بعدٌ لمْ ينتهي مِنْ سَطوَة عشقه...!
المُسَرنَمْ : تعني السائر في النوم
شعر: عوسمان هورمزيار
الترجمة و القراءة : شيروان ع. شمديني
(أفتحي عينيك لأرى فيهما نفسي)
دونَكِ ، حَمامة عَمياءٌ أنا
لا أعَرفُ الى أي إتجاه أطير و لا أعثرُ على سْربَ أقراني
بِحَجمْ إنتزاعْ الروح مُوجعٌ صَمْتكِ
إذا أرَدتِ أن تَقي نفسكِ مِنْ نار جَهنمْ ، فأتصلي بي بهاتفكِ
شَرشَف سريركِ و التي في الليالي تُغَطينَ بها نَفسكِ
أجْعَلي منها كَفني ، حتى وأنا في القَبرِ أتوقُ شَم أريجَ عِطركِ فيها
شاب يُدَخرَ مالاً لمُستَقبله
مثله أدْخَرتُ الكثير مِنْ نَظراتُكِ ، يَكفيني أن أعتاشُ بِها لقرنِ
مِنَ الزَمَنِ
بكثرة تَبْعدينَ خُصلاتَ شَعركِ مِنْ أمام عَينيكِ و إذا بها تَرجعُ مُسرعةً الى حيثُ هيَ
أنا و خصُلاتكِ وَجهينِ لعُملة واحِدةٍ
أنا طفل فالجٌ و كسيحْ و أنتِ بُرتقالة مُتَدلية
كلما حاوَلتُ مَسك فَرع مِنْ شَجَرة الحَياةْ ، لا تَصِلُكَ يَدي
أنتِ مُغناطيسة ، و أنا قِطعَة حَديدةٍ بارِدة
إن ذَهبتُ لأخر العالمْ لا محالة سَوفَ تجذبينني اليكِ
قصتي هي ظرف رِسالةٍ ! أسْتَعجَلتي بِغَلقِها بِلَسعَة لِسانكِ
عشقكِ كطيرٍ بِريَش ملوَنةٍ ، مُدهشة ألوانها
الطيرْ حتى و إن زَهَقَ روحَه ، فقلبيَ لا يُطاوعَني بدَفنِه
أنتِ أذُقتي نِعمة مَنزلَ قَلبي ومنها خلقتي عَسلاً لصَبابة وَجدي
أحتَرمي تلك النِعمةَ وَ لا تَجْعَلي مِنَ نفسكِ كائِنةً مُثقلةً بالذنوبِ
طفلٌ فقيرٌ بجَيبْ خالٍ واقف أمامَ زُجاج مَعرضٍ لبائع حُلوياتِ
بآهاتٍ يَشتَهيها و هو يَتحَسر، هزيل هو ولا يَستقويَ شيئاً
حينَ أرى أسمكِ على الفيس ، أَغدوا مِثلَ ذلك الطفلُ
مئات مِنْ صوركِ اطَرتُها في البروازِ
وعلى كل حائِطَ من أشعاري عَلقتُ واحِدةً عَليها
ليت في إحدى صُوركِ تنْجَلين ببشاشة
نسيانكِ تشبه لُقمةً كبيرة ، كُلما حاوَلتُ بَلعُها أخفَقْ
تَعليقٌ ، و إعجاب لايك منكِ ، تُحيني و تَجْعَلني أحتفل بعزائي
و حينَ يَسألونني الناسُ عَنْ أحوالكِ
لحظتها أضَعُ يَدي على قلبي ، أقولُ هيَ لَيستْ ببَعيدة
قدميكِ وأثَرها هيَ كحقلُ قَمحٍ ، حتى الدجاجاتُ بمنقارها تَلتقط دقيقها مِنه
متى سَتأتينْ لأوقظ أحمدي خاني مِنْ نَومِه الثقيلْ
لأقولَ له أيها المُبَجَلْ لقدْ وَقعَ عليك مشقة واجبٌ صَعبْ
لأن قِصَتُنا ، أنا مَع تِلكَ المَرأة
لمْ تَنتَهي بَعدُ ، و لنْ تَنتَهي
شعر: عوسمان هورمزيار
الترجمة و القراءة : شيروان ع. شمديني
((چاوهكانت بكهوه باخۆم ببینم))
كۆترێكی كوێرم بێ تۆ
نه دهزانم بۆ كام لا دهفڕم ونه لیسهكهی خۆم دهدۆزمهوه
بێدهنگییهكهت بهقهد گیانكێشانێك بهئازاره
گهر دهتهوێ خۆت له ئاگری دۆزهخ بپارێزی ،زهنگێكم بۆ بكه
ئهو چهرچهفهی شهوان خۆتی پێدادهپۆشی
بۆم بكه بهكفن ،له ناو گۆڕیش حهزم له بۆنی تۆیه
گهنجێك پاره پاشهكهوت دهكا بۆ ئایندهی
من نیگاكانتم ئهوهنده پاشهكهوت كردووه ،تاسهدهیهكی تریش بهشم دهكا
پهرچهمت زوو زوو لهچاوانت دوور دهخهیهوه و زووتر دهگهڕێتهوه
من وپهرچهمت دووڕووی یهك دراوین
منداڵێكی ئیفلیجم تۆش پرتهقاڵێكی شۆڕبۆوه
بهلقی درهختی ژیان ،ههرچهند دهكهم دهستم ناتگاتێ
تۆ موگناتیسی ،منیش پارچه ئاسنێكی سارد
بچمه بنی دونیاش ههر ڕامدهكێشیتهوه بۆ خۆت
چیرۆكی من نامهیهك بوو ! پهلهت كرد و زمانت بهزهرفهكه دا هێنا وقهپاتت كرد
عهشقی تۆ بالندهیهكی ڕهنگاڵهیه ،سهرنج ڕاكێشن ڕهنگه جوانهكانی
ئهو باڵندهیه رووحیشی تیانهمێنێ ، دڵم نایه بینێژم
تۆ نمهكی ماڵی دڵت كردم به ههنگوینی خۆشهویستی
ڕیز لهو نمهكه بگره و خۆت گوناهبارمهكه
منداڵه ههژارێكی گیرفان بهتاڵ بهرامبهر جامخانهی پهقلاوه فرۆشێك وهستاوه
حهزی لێیهتی وئاهی بۆ ههڵدهكیشی ودهسهڵاتیشی نیه
كاتێ ناوهكهت له فهیسبووك دهبینم ،من ئهو منداڵهم
سهدان وێنهی تۆم له چوارچێوه گرتووه و
بهههر دیواری شیعرێكم یهكێكم ههڵواسیوه
تهنیا لهیهك وێنه زهردهخهنهیهك بكه
لهبیركردنت پاروێكی گهورهیه ههرچهند دهكهم پێم قوت نادرێ
كۆمێنتێك ،لایكێك ، با له پرسهكهی خۆم ئاههنگ بگێڕم
كه خهڵك ههواڵی تۆم لێ دهپرسن
دهست لهسهر دڵم دادهنێم و دهڵێم زۆردوورنیه
پێ وبهلهكت كێڵگهی گهنمه ،مریشكهكانیش دهنووكی لێدهدهن
كهی دێیهوه تائهحمهدی خانی له خهوه قوڕسهكهی بهئاگابێنم و
پێی بڵێم گهورهم ئهركێكی زهحمهتت كهوتهسهر
چونكه چیڕۆكی من وئهو ژنه
كۆتایی نایێ ،كۆتایی نایێ
((عوسمان هۆرمزیار))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق