أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 19 أبريل 2021

نصوص مميزة للكاتبة و الشاعرة السورية.: كليمانس دلا*


مازلت أحبّ أن أكون مصابة " بالگريب " ، وأحبّ أيضاً أن أفشل أمامك مرات ومرات في التعبير كي أنظر إليكَ "براحتي" وأنتَ تحاول فكَّ شيفرة كلماتي المُصابة بالقصور الّلغوي، حيث أنّني مؤخراً بتُّ عاجزة وأنا بكامل قواي العقلية والعاطفية عن كتابة مفردة واحدة أو إيصال فكرة واحدة وهذا إن دلّ فيدل على أنّني نجوتُ -مؤقتاً- من معسكر الألم الذي زجني به وطني الأبيّ!
إلى أن كدت أبكي لأن الانترنت لم يساعدني على تحميل "عملي" وبدأ الغضب يأكل "برودة دمّي" التي تنعتني بها أمي، لتثور الأخيرة فجأة وتقول لي بنبرة لاتخلو من الحزن : "لرجلِك"
أبتلعت حبيبات الدمع التي كادت تسقط من فمي ونظرت إليها ببرودة دم والتزمت الصّمت عند حافة غضبها الذي قلما تراه على وجهها السّموح، كيف يا أمي يكون هكذا أمر لرجلِي؟
حتى الانترنت في معسكر الألم هذا يحاربك في لقمة عيشك، لتجلس ساعات أمام الشّاشة الالكترونية وتستعين بكلّ الأديان والآلهة راجياً إياها أن "يتحمّل شغلك" كي لاتبكي غداً من فرط انتظار قد يهددك بالجوع في يومٍ ما !
في الحقيقة لا أحبّ هذا النوع من الانتظارات ولا أحبّذه وإن كانت الّلقمة من وراء القصد.
لكنّني قد لا أكفُّ عن انتظارك من وراء الشّاشة ذاتها كي أكتب لك ال "أحبّكَ" بسرعة النبض وأتردّد في إرسالها ثم أرجو السّماء أن ينقطع الانترت مرات مُتتالية كي لا أفقد لذة هذه الكلمة دفعة واحدة وإذا انقطع الانترنت أبكي مثلما يبكي الأطفال عندما يحرمون من "خرجيتهم" في العيد!
هكذا يكون الحُبّ - شيء من الحُبّ - تبعاً لتعاليم معسكر الألم الّذي نتدرّب فيه مُذ قُدّر لنا العيش هنا، في هذا الهنا الضيّق جداً على نملة والواسع جداً على "ريح".
قد تكون هذه الكلمات نحيلة جداً وقد يكون الحرمان واضحٌ على حروفها المتعرجة لكنّني -والحق أقول- لم أكتب واحدة منها كي يُثار إعجابكم بجمالها أو تكون ذات فتنة تحرمكم من النوم في أحد "السّرافيس" وأنتم عائدون إلى حيث كنتم قبل قليل
لايبدو الأمر مهمّاً أبداً بالنسبة لي مقارنة لما بين السّطور من شتائم واشتياق وقهر وغضب وقلق وحرب.
أيضاً لأ أظنني معنية بكتابة حرف واحد عن حرب تعاني مجازرها من التمييز
عن حرب تباع فيها الشّهادة " في مزاد علني" يسعى من يسعى كي يحصل على ال "best offer" فيها ، وإن كان لا يستحقّه ابداً، لكنّ دم هذا قد يكون أحمر مائلاً للزرقة، حيث أن الدم القانئ لم يعد مرغوباً فيه بالنسبة لحرب جرّبت كلَّ وجميع مذاهب وطوائف وأعراق الدماء ولم "تُسكِت جوعتها" بعد.
معنية الآن بدمي وحدي الّذي فارَ حقاً عندما اقترب "ملفّ عملي" من الإكتمال ومن ثم فصل الانترنت!
أحتاج شتيمة فضفاضة أُلبسها لخيبتي هذه، ومن ثم أُطفئ أعين الشّاشة ببصاق أمي المُقدّس، وأنام.
نص ثان :
_________
عن الحب…
الحب ..
هو ساعة كهرباء كاملة "بلا تردّدي" تستطيع فيها شحن الموبايل وتشغيل المكنسة الكهربائية دون أن تضطر لتأليف شتائم غريبة عجيبة على مؤسسة الكهرباء والقائمين عليها.
الحب
هو أن لا يحتجزك الكريب والرشح في "تختك" جرّاء غضب الطبيعة وغضب الحكومة المجنونة لفترة طويلة من الشتاء القارس
الحب
هو أن يدلف سقف منزلك شمساً جميلة، تُذيب ماعلق عليك من انتظار لا يعرف هدنة، أو سِلم
الحب
هو أصدقاء يضحكون على "دعاباتك" الغريبة البائتة، ويردّون عليك بالمثل!
الحب
"صباح الخير" من ذلك البعيد، هي رسالة عادية جداً لكنّها تصفع المسافة في كل صباح وتذكّر البعد بحتميّة موته عاجلاً أم غداً
الحب
يذكّرك الفيس بوك و معرض الصور لديك بأنه هناك أصدقاء يحتفظون بضحكتك ويخافون عليها من أي حزن ولو كان "مابيعبّي العين"
الحب
نصوص رديئة كُتبت من أجل "الحب"، لكنّك تفرح بها لمجرد أنها كانت بلحظة ما "ضمّة" لحبيب منهكٍ من الوحدة يجلس بالطرف الآخر من العالم
الحب
ليس "14 شباط"، ولا دببة حمراء
الحب
كاسة متّة دافئة "أو أي مشروب آخر" تسرقه من فم الحرمان الفاغر على مصراعيه في بلد لا يعرف الحب
الحب
بلد يعرف الحب
الحب
أن تظلّ قادراً على الحب
الحب
هو "هو" عندما لا تكون قادراً على أن تكون "أنت".
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
كليمانس دلا: كاتبة و شاعرة سورية تدرس الأدب الأنكليزي بجامعة دمشق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة