أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 19 أبريل 2021

شخصية الأسبوع .. الكاتبة و الشاعرة اللبنانية السورية: قمر فاروق صابوني قراءة في سيرة حياتها الأدبية.. و نصوص مختارة .. عبدالوهاب پيراني





قمر صابوني :
أديبة وشاعرة لبنانية من بيروت العاصمة،تنحدر من عائلة مثقفة تعشق الفن والأدب ،وللبحر و الليل مكانة كبيرة في نصوصها ،حالة من العشق تربطها ببروت و الشام ،فـسحر المكان جلي في قصائدها و كتاباتها الأدبية المتنوعة،أمتهنت أعمالا كثيرة،فعملت في ورشات خاصة و عامة على تدريب الذات،و تحسين اللياقة البدنية،كما عملت في مجال الديكور،فالروح الجمالية التي تسكن قلبها الأنيق تحاول دوما ان تكون في حياتها العملية مصدر فرح و جمال و تنمية فكرية و جسدية ،فالشعر عندها يمتلك قوة ذاتية رومانسية طاغية ،كما ان ابداعها الشعري يمتاز بطزاجة الحياة و نداوة الفجر النقي ،يحتفظ بلياقة لغوية رشيقة،و أختصاصها العلمي في التنمية البشرية منحها ثقافة عميقة ،و عالية لفهم الأنسان و مداركه و نفسيته ،ووعيه ،ولهذا نجدها في الشعر قريبة من بوحه و أماله و رغباته ،اوجاعه و ألامه قبل فرحه و سعادته،فهي تحمل شهادة عليا في التنمية البشرية و الأعلام من جامعة بيروت الدولية ،و تدير حاليا دار ابن رشيق للنشر و الطبع /فرع لبنان ،و هذا العمل اتاح لها فرصة تواصل والأطلاع على مستويات شعرية،وأدبية وفكرية ،مما منحها عمقا ثقافيا ،ورؤية نقدية في تفحص مستوى النصوص و اختلافات مذاهب الكتابة واسلوبيته،فهي تكتب نصوصها الشعرية بطريقتها الخاصة،تكثف لغة النص ،تغرق في الرومانسية الذاتية ،تمنحها قدرة أن تتحول لنص موضوعي عام،تمزج الخاص بالعام ،الخصوصية الذاتية بالعمومية الموضوعية ،تفتح أفاقا جديدة في تناول شكل القصيدة،وتوجهها ،والفكر الذي تحمله .فبنية النص لديها تعتمد على تكنيك أرتداد الصدى الشعري في خلق صور شعرية مبتكرة،حيث تتجلى قدرتها على التكثيف اللغوي عبر أشتغالها على نصوص الهايكو التي تنجزها ،او لنقل التي ترتكبها ،فالهايكو لديها وسيلة تعبيرية عن الصور الشعرية التي تتوالد في روحها العاشقة للطبيعة من بحر و جبل و شجر،وخيول،وطيور ..و جمال .
و الجانب الأخر في كتاباتها و التي تحاول ملء الفراغات التعبيرية لديها فتلجأ لكتابة القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج)حيث تختصر المعاناة او فرح ما،في بضعة مفردات قادرة على صنع الحدث و روايته و رسم شخصيات النص ،و تقديم قصة كاملة الأركان،فتحلل المكان و زمان الحدث ،وتمنح القارئ فرصة تفكير عبر خدش تفكيره ،ودفعه لتتبع تفاصيل قصة اعمق وجعا ،قصة الانسان الطويلة عبر تيمات و بقع ضوء ،عبر مراياها المنكسرة،فتصنع ضوءا يشع من كوة ضيقة نحو عوالم معتمة،لهذا نجدها كاتبة مضيئة كـ ومضة ،كـصورة و تعبير ،ومضة تمتلك سر الضوء و الكشف ،عبر تناغم سحر فن الهايكو التي نجدها تنمو كـ جنين في رحم نصوصها الشعرية الطويلة نسبيا ،او عبر لغتها المكثفة في قصصها القصيرة جدا .
قمر صابوني صوت شعري،و أفق جديد لقصيدة النثر و الهايكو تمتلك تجربتها الخاصة من خلال دراستها الأكاديمية في التنميةوالأعلام ،و من خلال كتاباتها و منشوراتها ،بالأضافة إلى سجلها الطويل في العمل الأدبي و الأعلامي فقد عملت في العديد من الجامعات العربية والمؤسسات الثقافية،و أتحاد سفراء السلام الدولية،و مواكبتها حضور الفعاليات الأدبية و الشعرية في كل من لبنان و سوريا ،و حصولها على الكثير من الجوائز والتكريمات دليل على رقي كتاباتها و انخراطها في العمل الأبداعي،فهي مخلصة لقضايا الشعر و تحمل هواجس قصيدة النثر الحرة ،وتحاول خلق صيغة شعرية لها سماتها و تحمل روحها للقارئ عبر تشكيلها لحالات شعرية عالية الطاقة و الدفق ،تشحن نصوصها ببوحية عميقة من العشق عبر حالة شغف لممارسة الحياة و خلق حالة تسامح و تصالح بين ذات النص و الطبيعة،محاولة رسم ملامح جديدة في قصيدة لها روح التصوف ،تحمل عبق ياسمين أزقة الشام ،و يتجلى ذلك في عتبة كتبها و عناوينها :حديث الروح ،حديث الياسمين ،فالصيغة الصوفية كتجربة شعرية تجديدية لروح الشعر التصوفي نلمح مظاهر تلك التجربة عبر سلسلة قصائدها الصوفية في كتابها حديث الروح ،و ديوانها المطبوع "حدثني اللجين".حيث عشقها لبيروت فتعلن عن نفسها بأسم شاعري مستعار "قمر لبنان"..حيث بوحها لسحر ليالي بيروت الجميلة و عشقها لبلدها الساحر ،فقلبها يتقاسمه مكانان :دمشق و بيروت ،جناحان يحملانها بلغة شعر أنيقة ،نسمات شعر رقيقة تحمل روحها الرشيقة لعوالم الأبداع ،فتكتب صورتها حبا ،وعشقا…
قمر صابوني أسم شعري و قامة ادبية لها حضورها على الساحة اللبنانية فقد ترجمت العديد من نصوصها للأنكليزية و الفرنسية و لغات اخرى،ناشطة عبر وسائل التواصل،تنشر نصوصها الشعرية عبر الانترنت و بمجلات ورقية و الكترونية و تم توثيق اغلب نصوصها لصالح منتديات و مواقع و مجلات الكترونية بالأضافة إلى ترجمات للغات متعددة ،مما أهلها للحصول على الميدالية الذهبية حيث حققت المركز الأول في الشعر في مسابقة نظمتها المجموعة العالمية للجوائز The Araps Group في العاصمة البريطانية لندن عام 2020 المختصة بأعلان افضل الأسماء الشعرية الجديدة للمبدعين العرب كل عام .وحصلت على المرتبة الثالثة عربيا في مسابقة للشعر الحر حملت أسم (أنت شاعر) و صدرت نتائجها عبر كتاب شعري "أقلام بلا حدود"
وصدر لها العديد من الكتب و الدواوين الشعرية الالكترونية،و الورقية مثل:
- حديث الياسمين /كتاب شعري مشترك .
-أنت شاعر / شعر
-حدثني اللجين /شعر/ عن دار ابن البلد 2020 .
-سلسلة قصائد صوفية (حديث الروح).
و من نصوصها الشعرية اخترنا لكم :
عذرا أيها المساء
المتماهي ..
في طين ذاكرة الغد
لم يعد على خد الأنا
موضع دمعة
تجيش ببكاء
ما عادت أظافر الوداع قادرة أن تحك جبين الوقت ..
بالأمس ....
هاجرت إليك
موعد صراخ الشمس
أغرق أغرق
أنّى نما عطرك قيظا
...
تعريت من أزلي
انتفض موج الفكر
بسراب ملامحك
التهم شراسة الشوق
أوقد كينونة أوردتي ..
كنت ريشة صلبت
في قبة قميصه البارد
تحبك شهقات صوته الجسور
ذابت برئة حنينه
دخانا.. سرمدي الجمر
من قال أني
مللت أوتار كمان قلبه البكماء
أو كأن الزمن هذى
محض مجسات نبض ..
مسافر إليك رمالا
غارق في كثبان مداميك
حد الانعتاق ..
كم جلجل الرحيل أجراس السنابل
ينقر حنطة القلب
مناغاة أفول ..
تعال نسكب الأقداح
نشاكس أغاني الخريف
القرمزية الوتر
أنا ما بكيت ..
انثيالات عطرك
في كف روحي مذبوحة
كحمامات صمت
على ثغر قصيدة بتول
ارتابت شفاه الانتظار
هديلا مغبر اللحن
لف خاصرة الشرود
تماهى ومفرداتي ..
فلا أثر لخطوات
تعيدني
منك
إليّ ..
__________________جرحُ الماء
لأنّك أنت
عرِّج على نخيل قلبي
عطشى أغصان الحنين
اسّاقطت تمر عتب
لوحدك
أزهر الشّوق شالا
على كتف المدى
إذا ماتفردس الوجد
في مرايا القمر ..
طرتُ إليك بلا جناح
أرقص على جرح الماء
أغوانا الغسق بقبلة
طالت عناقا
كيما تصمت يمامات الفؤاد
تمرّدت بين شفاهنا
رقصة مجنونة ..
لأنّك أنت
نجوم عينيك احتشدت قلادة
على جيد الحلم
اللّيل غار من قمر يغفو على صدري
اشتعل بخور قلبي في مقالع سنديانك
أحجيات فكّت ضفائر الغياب
بقبلة عزيرة الصّهيل ..
فإذا ما تمدّد نهرا عشقيّا
غازل صفصاف قلبي ..
ارتداني نورا
مافتىء يغزلني
حتى تيمّمت شطر محرابك للصلاة
لأنبت من ضلعك فراشة
لطالما عشقت الاحتراق
بين سنابل صوتك
أنّى تشرنقت
نسجت لسحابات مدنك كفنا
شرّع سفح المسافات
إليك ..
حدّثني المطر
بأنّ ملامحك استباحها اليباب
راحت تنحت خارطة وطني
ترسم حدوده
فدعني إلى شاطىء هواك أهتدي
أنت ..
وحدك نصّ قصيدة
لم يطأها
إلّا أنا
____________________
لنْ أُخبرَ أحداً ..
أنٌ آخرَ ساعات الضّوء
كادت تختنق بين شهقة أوردة
الغسق
أراني أتدلّى قرطاً
من أذن الريحِ
لأغوي الشمس بقبلة تعثّرت بأصابعها وهي
تعزف على نافذة قلبك
أنين الفصول
فاجتثّتْ أجنحة قمر مساءاتنا
الّذي أصابه البلل من موجٍ
كنّا قد تيمّمنا فيه مرّتين ...
ماغرقنا عند تخومِ الحبّ
لكن تأبّطنا سدرة الحلم
..وما عرجنا
لأنّنا
لم نخبرهم
كلّ هذا التطلّع البعيد
لخارج حدود الوقت
لم نجد إلّا زورقا
واحدا يقلّنا إلى ثقوب الفرح
الذي قدت أثوابه من دبرٍ
ولم يعلموا أن الصّمت المصلوب في محراب الحقيقة كان آخر شاهد
على مأدبة سكاكين النّسوة ..
أتذكر تلك الشّجرة
التي غرسناها ذات لقاء
قالت أمّي ..لقد كسر خصرها
وسال زيتها وأوقد الغضب
فسرقت من أكمامِها الحنين
لأُواري أنين فراقك ..
كم أربكتني قطعان نظراتها المحترقة كشوقي
الذي استرق السّمع لكلّ ماوشت به الغيمات
من وصايا السّماء
فمدّ البساط لصلاة المطر..
خشية أن يتحطّم ماتبقّى من
عقارب على جذع ذكرى تؤنسن الوحدة الّتي
تحوّلت إلى حبارى
مفترسة زحفت
لسرير أنفاسنا
رغم البرد
أحيت طقوسها
برقصة خبيثة الزّفرات
ملتوية الخطى
على متّكأ الغدر ..
ترانا هل كفرنا ..؟
لنشرب كأس الخيبات دما ..
كي تُشبع الغربان نهم حقدها
ونكفّر نحن عن الخطيئة ..
لا لا تجبرني أن نرحل بعيدا
خوفاً أن يبتلعنا
ذلك الفراغ الملىء بالصّدى
ليخبرنا أن القلوب صارت
رغيف خبزٍ
وقوته في أجران الرّوح دمعات راسيات
طحنتها رحى الحروب ملحا..
وأنت أيّها الحبّ
إلى أيّ رحم فينا تنتمي
أخبرني
هل نبت لك أجنحة
لحظة ولادتك لتهاجر
ذات أزل
كيما يفرض علينا ذبح قلوبنا
قدّمناها قرابين
لأنياب القدرِ
فشاخ
ذات فطام ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة