السرقات الأدبية معروفة في تاريخ الأدب.. و كما للبنوك لصوص يتقنون فتح شيفرات الخزائن فهناك من يتقن عمليات فك شيفرة القصائد و تبييضها كما تبييض الأموال المنهوبة..
لسرقة المال أسبابه.. قد يكون من فقر ذات اليد و الحاجة و لا ابررها تحت أي مسمى و لا أعتقد أن ثمة أسبابا نبيلة تدعو لسرقة أموال الغير..
أما السرقة الأدبية وأسبابها لا تغتفر ابدا ابدا.. ماهو المبرر السلوكي والنفسي وخاصة إذا كانت المادة المسروقة ثمة نص شعري لا يباع بمال او يشترى فهو ليس سيناريو تلفزيوني ليدخل خانة سرقة المال وليس الأدب فالسيناريو يباع كما اي بضاعة ما.. أما سرقة الشعر :
فهناك سببين أحدهما نفسي مع شرط سبق الاصرار و الترصد و الذي يأتي بدافع الإعجاب و الإنبهار الزائد بها و الذي كما برره نزار قباني حينما لجأ إلى سرقة نص مكتوب باللغة الفرنسية بشكل كامل لا جزئي كما يفعلها الأغلب من اللصوص بهذا المجال و من ثم ترجمه للعربية و بأسلوبه الخاص و نسبه إلى نفسه و الذي تحول إلى أغنية مشهورة غنتها الفنانة ماجدة الرومي (رجل الجريدة) قال نزار: بعد افتضاح أمره أنه وجدها وكأنها له.. و قال وجدتها بكل ذاك الجمال فترجمتها و زينتها بروحي و أصبحت لي و لن اتنازل عنها و أوردها في ديوانه
و كان صاحب القصيدة شابا فرنسيا مغمورا لم تكتب له الشهرة و لم يحرك ساكنا سوى أن الصحافة آنذاك ضاجت بالخبر ولكن غنى نزار الشعري لم يسقطه بسبب تلك الهفوة و ربما فعلها مرات ومرات هو او غيره..
والسبب الثاني هو فقر قريحة مدعي الشعر و تطفله على النتاجات الإبداعية للغير و ادعائه الشاعرية و هو بالأساس مركب من عقدة نقص مجتمعية و اعتقد ان جذور هذه الحالة نفسية أيضا.... و هناك من سرق نزار جملة و تفصيلا...و هو أكثر شاعر تعرضت نصوصه للسرقة ايضا اسلوب و كلمات و مفردات و جمل و صور شعرية،كما تعرض ادب و قصائد الشاعر الكردي جكرخوين للنهب والسطو كرديا و سليم بركات الذي لازالت كتاباته و مفرداته و تراكيبه و اسلوبه ميدانا رحبا لممارسة فنون القنص و التدليس، والنشل، والسرقة،ناهيك عن أساليب لصوصية تعتمد على سرقة نصوص مترجمة من آداب أجنبية من افريقيا و اليابان و اثيوبيا و استراليا و كردستان..و من جزر البحر الكاريبي
غالبا يختار اللصوص نصوص اجنبية بعيدة عن متناول القراء.. كان يسرقوا من مجلات شعر أفريقية بلغتها الأصلية مع أعمال الترجمة و بعض التحوير او من دواوين قديمة او جرائد قديمة جدا.. و حاليا باتت صفحات التواصل مرتعا لقناصي الفرص و للصوص بالإضافة إلى أن محركات البحث كغوغل قادرة على نبش النصوص الأصلية و تواريخ نشرها و ضبط اللصوص بجرمهم المشهود..
بقى ان نذكر بأن النصوص المنهوبة تكون عالية التقنية إبداعية تملك اغراء يدعو الغير ممن يبحث عن جماليات محددة ان يقتنصها.. وهو ما يحصل مع لصوص الأموال و المجوهرات والتحف الفنية...
إنه تاريخ طويل و يعج بالسرقات
رغم انه فن و أدب.. لا يهم لا ينبغي إثارة كثير من الغبار فما وراء الأكمة ما ورائها.. ولعل الاعتراف بالخطأ فضيلة.. وهو ما جرى.. و لا أظن أن نشر أسماء و التشهير لها عملية إيجابية.. ارجو التحفظ على الأسماء عن الأقل و بلغة البوليس حتى يتم الانتهاء من ملفات التحقيق..


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق