أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

السبت، 12 ديسمبر 2020

هذا الإنسان . للشاعر : رفيـــق صابر ترجمة : فتــاح خطــاب.


في الصِغَرْ،
كان قلبه يخفق
مع خرير الأنهار
ويضحك بوجوه الأنجم.
في الصِغَرْ،
تعلّم أن يُحبَ الجبالَ
والعصافير
تَعوَّد قلبُه، أن يترنَّمَ
لتلك الأمطار
التي يُكبّلونها،
كي لا تُمطرَ على أكتاف
ونهود الأيام
الآتية.
في الصِغَرْ
تعلّمَ أن يشُكّ
في كل نهرهادئ،
بطئ.
وأن يرتاب من نجمة الصباح
الكاذبة.
***
هذا الإنسان
يشعل أحزانَه، تارةً
في وحدته،
كالمصابيح
وتارةً،
يحمل في أحضانه
حزمة ضوء الشمس
المقطوعة الرأس
مشرّداً في طرقات المدينة،
كالمجنون
***
هذا الإنسان
هو مثلك أيضاً،
يعشق الحياة.
وحينما يرقص مع حبيبته
أو يجلسان على ضفة النهر
يخفي أصابعه بين جدائلها
كأن يكون،
على جناح نجمة
سابحة،
في فضاءات الكون
***
هذا الإنسان
هو مثلك أيضاً،
مُولَعٌ بالموسيقى والجمال.
هذا الإنسان
هو مثلك أيضاً،
يعشق الحياة.
ولكن
حين يرى وطنه، مرمياً
على أرصفة الشوارع ،
ممدداً تحت ظلال السكاكين
الطويلة.
يرجم أبواب المدينة
بالحجارة،
حتى تُشَلَّ يداه..
ويملأ وجوه الباشاوات
بُصاقاً
***
هذا الإنسان،
عيناه.. مفتوحتان، وسع السماء
في زاوية، من هذا العالم
الواسع الأرجاء.
ـ كأنك لأول مرة
ترى هذه الأرض!
كأنما الأرض،
تضحك بوجهك
لأول مرة.
ـ عيناك مفتوحتان
ملء الكون.
ـ تتأمل الظواهر
بهدوء.
ـ تفكر في أشياء معقدة
وجميلة.
وها أنت الآن،
في هذا الليل المرعب
وسط العواصف الثلجية
والأمطار،
تحمل هذا العالم
صوب أحضان الحقيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة