
عودة إلى طرابلس
تغطية ورشة عمل فنون للأطفال عن "الهجرة الغير شرعية بعيون أطفال من ليبيا" عقدت في رحاب بيت إسكندر للفنون الكائن في "زنقة الفرنسيس" بالمدينة القديمة - طرابلس الغرب أو عروس البحر ولها إسم آخر يعرفه من يعرفه وهو "المدينة البيضاء" يوم الخميس الماضي 10 ديسمبر 2020.
كانت هي عودتي الأولى لطرابلس رفقة عائلتي المكدسة في سيارتي العكرة ينيرها وجه الآسر الوضيء المتشبت بأحضان أمه بعد أن خرجت منها بتاريخ 4 إبريل 2019 - الجمعة السوداء - 
عائدا على جناح الرعب إلى مدينتي أكبكب مخاوفي المتناسلة ورعبي المستقبلي والآني من فداحة ما ينسج لهذه البلد عندما كان "مرعي التليسي" رحمه الله يقود بنا سيارته مسرعا أنا و "مصطفى القاضي" مبتعدين عن ذلك البستان في "وادي الربيع" الذي حولته الحرب لاحقا إلي صعيدا جرزا..

عدنا في لقاء طفولي ووقفنا على أرجلنا أمام مسجد عبد الوهاب مستقبلين قوس ماركوس أوروليوس ثم مررنا خطوات قليلة اكتنفني فيها حزن أمام باب مغلق وقديم كان ممتلأ بالفوتوغرافي الفنان وابن البلد سيدي " علي التومي" رحمة الله عليه.. كانت تكبير تهتدي لوحدها وتتقدمني لزنقة الفرنسيس وكأنها كانت هنا منذ زمن وهي في صلبي!
عدنا اليوم ووجدنا أن هذا الوطن لن تخبو ناره ولن يموت جماره.. لا زال خدام البلد الأخفياء ومن دفنته هوجة الوقت وفساد الحياة يتلصصون بأعينهم ويتحينون قيامة الحب والوئام!.


عدنا ووجدنا إبراهيم ومروان وتسنيم والطبيبة الفنانة مروة والدكتورة إلهام وذلك الدرويش المعتاد المار بالزقاق ومصطفى الرفيق وعبد الرحمن الولد الفنان الذي سيكون له شأن سيفوق السابقين وهو يأخذ من يدي مدية يقطع بها سلسبيل الأولين.. كل ذلك الانخراط السلس الجميل في فوضى اللون وترقب هلال بهيج!


Azza Maghur
في صحائفها وتلك الممرات التي تفضي إلى البحر وبقع الضوء الصباحي على الجدران البيضاء المتحللة.. السباحة الصباحية النزقة والدراجات الهوائية المغامرة..



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق