أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

قراءة في (ذاكرة)جماليات النص الشعري للشاعرة #غادة الصباغ بقلم الأديب: محمود مصطو ذاكرة... غادة فرحان الصباغ



قرأت رسالتك الأخيرة
أنتابني الصمت
تحولت إلى شجرة خريفية
غادرتها كل الأوراق
و العصافير
بكل حكمة الخريف
أعتزلت صمتي
وأعلنت لكوة الضوء ذاكرة من نسغ
كان لكل شخص قادم ظله
كان أنت..!
أهرقت نبيذك
فتحت كل مخازن ذاكرتي
أشعلت اغصاني مثل سيجارة
تنفث دخان تبغك في هوائي
تفترش خطوط قامتي التي من مطر
مثل غمام
ظللت خط الأستواء
أيقظت أرتعاشات خاصرتي
مثل ضوء في مرآة
أعلنت رحيلك ذات وقت
تعويذة زرقاء
رسالتك الأخيرة
ديوان شعر يبوح بلهفة اللقاء
لكن هيهات ان تخطو نحوي
فقد نعوت عهود المواثيق
نفضت يدي من غبار وجهك
أرتديت جنوني
رميتك من نبوءة
احرقت كل رسائلك
فأنت من اهتك عتمتي ذات مساء
أحرق أغصاني
غادرني دون أرتواء
هيهات ان أمنحك مرة ثانية
راية جنوني
الأوراق
فأنت لست
سوى كلمات
وأنا شجرة من خريف
لي الحكمة
و كل الأشياء،...
انتهى النص لتبدأ قراءة باذخة في متن و عمق و فضاءات النص بقلم الأستاذ الأديب #محمود مصطو القدير مع كل شكري و تقديري للغته العالية..
نص مسيج بالألم يستوقف القارىء ذا الرأي السديد ؛ لأن صاحبته شاعرة رقيقة الشعور،ومرهفة الإحساس استجمعت فيه المشاهد والصور التي أبصرتها، والآلام والأكدار التي قاستها، وراحت تحشو بها ذاكرتها المتعبة من القال والقيل،والفراق والوصال، والمثقوبة برصاص الحب ،فالقارئ عليه أن يكون حذرا"في وقوفه على عتبته المفخخة بالأوجاع، ويمتلك مفتاح الدخول --بعد قراءة ملؤها الصبر والروية والتأني-- إلى عمق النص الذي اختفى فيه صوت مقموع لفتاة عاشت تجربة حب مخفقة قضت على آمالها المنشودة ،وأحلامها المحفوفة بالمخاطر، لكنها اجترت المها ،وعضت على العناب بالبرد ، وكتمت سرها ،وفي غفلة من زمنها العوسجي وعت ذاتها ،وأدركت --بعد فوات الأوان -- الحقيقة المرة العذبة ،فشرعت تستنهض همتها، وتخرج عن صمتها ،وتشيع العهود والمواثيق المحشوة بالأماني الكاذبة ؛ بعد أن انتابتها لحظة إشراق فأحرقت رسائل حبها القديم الذي كان يسكن بين القلب وشغافه ردحا" من الزمن ، بيد أن وعيها قد نضج فمحت كلمات المحب من صفحة نفسها ،و شعرت بأنها شجرة مرعليها الخريف فتعرت من أوراقها ،وشرعت تفسر للقارئين --من وجهة نظرها-- معاني المفردات الآتية :
--- الصمت : سكون مؤقت ،وموت بشكل آخر .
--- الألم : وجع يزول باللقاء والوصال في الحال .
--- الصدى : ترديد وتجديد لوجع قديم استقر في الأعماق.
..--- الهوى : عاطفة يتجلى فيها الميل إلى المحبوب .
--- الوصال : لقاء فيه تذوب الكلمات رقة" وعذوبة" بين عاشقين طال بينهما الفراق.
--- الذكريات : أمواج تتلاطم وتجتمع وتفترف، لكنها بقيت في أقبية القلوب يعبق فوحها، وتطيب نشوتها .
--- الأحلام : ضفاف وشواطىء ترسو فيها سفن العشاق .
الانتظار : لوعة لاهبة تكوي القلوب بعشق الأهل والأحبة.
--- الخريف : فصل فيه تتساقط أوراق الأشجار ،وتنتج فيه الثمار،وداء يصيب العمر فيهصر غصنه.
وبعد ،فكلمات النص والمعاني تصب في سكنة الروح ،وتبلسم الجروح ، وتجرف القارىء في اتجاهات غير محسوبة، فعنوان النص/ ذاكرة.../ -- في تقديري -- طريقة له يتفاوض بموجبها مع القارىء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة