رجلٌ في الصّفِ الخامس
يبكي رسوبَه
بعدما عَرَّفَ الضّوء :
" العتمة في عيون أمي "
فترك المدرسة ليصير عصاها .
في الضّوء
يحدفونَ النّردَ
و يدخّنونَ عفتَها .
ليلاً
ينقرونَ بابَها
فتُدنْدنُ لطفلتِها مرتعبةً ..
دموعي بسبب البصل ،
صباحاً سأبيعُ الخُضارَ المُقشرّة
و أشتري لكِ لُعبةً .
رجلٌ سبعينيٌ ..
يحرقُ عينيه بضوءِ الشّمس
لِيعميهما عن حَربِ جَشعِ أبناءِهِ
بعدما ثَقبَ بالرّيحِ مُسبقاً ..
أُذنَيه .
في الضّوء نُردّدُ :
" نعجةٌ عربيةٌ واحدةٌ "
خلفَ الكواليسِ ..
ننحرُها بعقولٍ باردة
غرباً ...
يَفترشونَ الشّاطِىءَ عُراةً ،
ليتغذّى جسدُهم على الضّوء .
في بُلدانِنا ..
يُعرّينا صقيعُ الشّتاءِ مُجبرين .
يُطفِىءُ الضّوءَ ..
يَشدُّ إغماضاً على عينيه
ليُضاجعَ حَبيبتَهُ
بعد ست دقائق ..
يلبسُهُ الشخير
و يلبسُ كَفَنُ الخيبةِ
زوجتَه العصماء .
أحبُّ أنْ أُعِدَّ لكَ وجباتِ القُبَلِ
في الضّوء ..
فأنا أكتَئِبُ في العِتمة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*فاطمة خضر كاتبة و شاعرة سورية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق