أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الخميس، 26 نوفمبر 2020

قراءة في القصة القصيرة "فستان أزرق فارغ منّي" للأديبة اخلاص فرنسيس بقلم الناقد عبدالوهاب بيراني

احيانا، و في الكتابة الادبية ثمة كتابات لا يمكن تصنيفها أكاديميا، كون منهجية
 الكتابة أو طريقة التعبير تأخذ أكثر من منحى، فأحيانا نجد القطعة الأدبية نثرا بروح شعرية او قطعة شعرية غارقة بالسرد النثري، أو خاطرة في إهاب قصة قصيرة او ربما قصة قصيرة تنسج منوال الخاطرة، و بعض القطع الادبية تأخذ شكل فصل روائي،.. هنا و مع الكاتبة اخلاص فرنسيس نحن إزاء قطعة ادبية تأخذ شكل القصة وعناصرها، كما أنها تأخذ شكل خاطرة صحفية، القطعة هنا يهمنا موضوعها و مسعاها اكثر من شكلها الأدبي و تصنيفاتها الاكاديمية، ابطال "القصة" البطلة التي لم تعلن عن اسمها و إنما كانت الراوية، و التي تحدثت بحالتها و عبرت عن مشاعرها بصيغة الضمير المتكلم، و "لونا" تلك الكلبة الجميلة التي رافقت البطلة نحو عمق الغابة الأمريكية، و "صقر" كان يجوب فضاء الغابة، الخاطرة هي حلم يقظة، و ربما كانت حلما حقيقيا استطاعت الكاتبة باتقان المماهاة بين حالتي الحلم، والذي كان أكثر واقعية، فهي تتعرض في النص إلى مشاكل وقضايا حياتية عالمية أثرت على حياة الشعوب افرادا و امم، فمن جائحة الكورونا إلى حالة العداء و الاختلاف و الخلاف بين ساسة العالم، الغلاء والفقر و العمل و الظروف الحياتية اليومية،احداث القصة اختارت لها الكاتبة أجواء او لنقل مكانا بعيدا عن كل ذاك الصخب السياسي العسكري الاقتصادي الملوث بالفيروس العالمي الذي أخذ شكل الوباء و اقتحم كل مكان معلنا غن حرب عالمية باردة، صامتة، صمت الأموات و المقابر،.. و تعتمد الخيال و المزيد من الشاعرية في قفل وختم النص، عبر تداعيات حلم تراءى لها.. انها كانت في حوار أو رحلة نحو إنسان اخر.. ربما كانت رحلتها نحو ذاتها... حيث فستان ازرق.. وحيدا دونما جسد في تقابل معاكس حول أسطورة او اعتقاد قديم يعتقد به سكان الأمريكتين الأصليين، بأن الإنسان القوي و النبيل حينما يموت تحلق روحه نحو السماء.. حيث ان الأرواح النبيلة و القوية تسكن أجساد الصقور التي تجوب السماء و تحلق بحرية.. في 
عالم أزرق بلا ضوضاء، بلا حروب، بلا أوبئة.. بلا حدود...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة