أقفُ عندَ قَدَمِ الألفينِ و عشرين
و أُدغدِغُها لِتَضحكَ
فتركلُني قائلةً :
" أنا عجوزٌ عبوسٌ شمطاء "
فأمدُّ يدي إلى عُنُقِ
الألفينِ و واحدِ و عشرين ،
و أُداعبُها ..
علّها تُثارُ فتبتسمُ نشوةً
كامرأةٍ ثلاثينيةٍ لَعوب
ما زلنا يا سعد اللّه
مَحكومينَ بالأملِ
برغمِ الوباءِ
برغمِ الطُّغاةِ
و رَغمِ الغلاءِ
و رَغمِ الحروب
ما زلنا يا ماغوط
نَخونُ الوطنَ
حفاةً .. عُراةً
نياماً .. جياعاً
نُقطِّعُ أوصالَ الدّروب
دروب الحضارة
دروب الأنوثة
دروب الوجود
ما زلنا يا نزار
عندَ المساءِ
نزرعُ دمشقَ و بغدادَ ألغامَ
لكن
صباحاً نعودُ شعراءَ
بعدما نرى
النّارنجَ و النّخيلَ شهيدَ
عندها
نبكي بلقيسَ مُجدداً
و نَنعي القصيدة
ما زلنا يا أدونيس
نَنفضُ المبدعينَ
في منافضِ الغربةِ
دونَ حتى أنْ نُدَخِّنَهُمْ
ترفاً زائداً في العبوديّة
و وفاءً فائِضاً للجاهليّة
ما زلنا ككلِّ عامٍ
غرباءَ عن البشريّة
نزورُ العرّافاتَ
لتضربَ بالرملِ عقولنا
باحثينَ عن طالعِنا
في فناجينِ خيباتِنا
التي تزيدُنا سُكراً
لكن ...
ما زلنا مَحكومينَ بالأملِ
رَغم كلِّ هذا البلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق